متلازمة ما بعد كورونا

تاريخ النشر: 23/10/2021

متلازمة ما بعد كورونا
الأمراض المُعديّة


متلازمة ما بعد كورونا



لا يزال هناك الكثير من الغموض حول تأثير فيروس كورونا من حيث الأعراض، إذ لا ينتهي الأمر بمجرد التعافي منه، لأن معاناة المصابين قد تستمر معهم بسبب وجود مضاعفات مزعجة طويلة الأمد.


بالرغم من أن المعظم يتعافى من الفيروس في غضون أسابيع، إلا أن بعض المرضى يعانون آثاره بعد ستين يومًا تقريبًا من التعافي.


تظهر بعد التعافي مجموعة من المضاعفات الغريبة والمتنوعة، ويمكن لهذه الأعراض أن تستمر لعدة أشهر، وفي بعض الأحيان قد يتسبب فيروس كورونا في تلف أجزاء من الأعضاء:(الرئتين والقلب والدماغ)، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية على المدى الطويل


سميت هذه الأعراض "متلازمة ما بعد كورونا" أو "كوفيد الطويل"، هذه المشكلات الصحية تُعد بشكل عام من آثار فيروس كورونا ويُعتقد بأن الجسم يعجز عن التخلص تمامًا من الفيروس، وتبقى المادة الوراثية للفيروسات مختبئة في جيوب داخل الجسم مسببةً التهابات موضعية، ثم تعود الفيروسات إلى مجرى الدم وتثير رد فعل مناعي ترافقه أعراض أخرى جديدة.




الأعراض الشائعة طويلة الأمد


تشمل أعراض متلازمة ما بعد كورونا جميع الفئات، من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وحتى الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة يمكن أن يشعروا بالتوعك من أسابيع إلى شهور بعد الإصابة.


تتلخص علامات وأعراض متلازمة ما بعد كورونا التي تستمر مع مرور الوقت في ما يلي:


  • الإعياء والتعب الدائم، يزداد سوءاً بعد النشاط البدني والذهني.

  • ضيق التنفس المفاجئ.

  • السعال الجاف.

  • ضباب الدماغ: التشوش الذهني وصعوبة استرجاع المعلومات (قلة التركيز).

  • الصداع النصفي.

  • اضطرابات النوم والأرق.

  • آلام في العضلات والمفاصل.

  • سرعة ضربات القلب (الخفقان).

  • فقدان حاسة الشم أو الذوق (ظهور حساسية جديدة حول بعض النكهات والروائح).

  • الاكتئاب أو القلق.

  • الطفح الجلدي والحمى.

  • دوار عند الوقوف.

  • اضطرابات الدورة الشهرية.








الأعراض طويلة الأمد الأقل شيوعًا

1- تلف الأعضاء 


بالرغم من الاعتقاد السائد بأن فيروس كورونا هو أحد الأمراض التنفسية والذي يصيب الرئتين بشكل أساسي، إلا أنه قادر على إصابة أجهزة أخرى في الجسم و إتلاف العديد من الأعضاء، وتلف أي عضو يزيد من خطر المشاكل الصحية على المدى الطويل, تشمل هذه الأعضاء ما يلي:


  • القلب: أظهرت اختبارات التصوير لأشخاصٍ قد تعافوا من فيروس كورونا تلفًا دائمًا في عضلة القلب، وهذا يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب أو مضاعفات القلب الأخرى في المستقبل.


  • الرئتين: يمكن أن يتسبب الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا في تلف طويل الأمد للحويصلات الهوائية في الرئتين، ويمكن أن يؤدي النسيج الندبي الناتج إلى مشاكل تنفسية على المدى الطويل.


  • الدماغ: يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في حدوث سكتات دماغية ونوبات صرع ومتلازمة (غيلان باريه)، ويزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون ومرض الزهايمر.



يعاني بعض البالغين وحتى الأطفال (متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة ) بعد إصابتهم بفيروس كورونا، في هذه الحالة يصاب المريض بالتهابات في عدة أعضاء وأنسجة. 


2- جلطات الدم ومشاكل الأوعية الدموية


يمكن لـفيروس كورونا أن يجعل خلايا الدم أكثر عرضة للتكتل والتجلط، ويمكن أن يسبب جلطات كبيرة  ونوبات قلبية وسكتات دماغية. 


لكن الضرر أو التلف في عضلة القلب قد يكون ناتجًا عن جلطات صغيرة جدًا تسد الشعيرات الدموية في عضلة القلب.


يمكن للفيروس أيضًا أن يُضعِف الأوعية الدموية ويسبب تسرب الشعيرات الدموية، مما يساهم في حدوث مشاكل طويلة الأمد في الكبد والكلى.


3- مشاكل المزاج والتعب


يحتاج الأشخاص الذين يعانون أعراضاً حادة إلى العلاج في المستشفى في وحدة العناية الحثيثة (ICU)، وقد يتعرضون إلى التهوية الميكانيكية عن طريق أجهزة التنفس الصناعي، مجرد النجاة من هذه التجربة يمكن أن تجعل الشخص عرضةً إلى متلازمة ما بعد العناية المركزة (PICS) والشعور بالإجهاد والاكتئاب والقلق.


تشمل هذه الآثار الضعف الجسدي، ومشاكل في التفكير والاضطراب النفسي، واضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب (PTSD) وهو ردود فعل طويلة الأمد لحدث مرهق وصادم. 


أصيب العديد من الأشخاص الذين تعافوا من السارس بمتلازمة التعب المزمن، وهو اضطراب معقد يتميز بالإرهاق الشديد الذي يزداد سوءًا مع النشاط البدني أو العقلي، ولا يتحسن بالراحة، وقد يكون الأمر نفسه صحيحًا بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بكورونا.



من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن آثار العلاج في المستشفى أو هي آثار طويلة المدى للفيروس، أو مزيجاً من الإثنين معًا. 


قد تكون هذه الحالات معقدة أيضًا بسبب التأثيرات الأخرى المتعلقة بجائحة كورونا، بما في ذلك آثار الصحة العقلية الناتجة عن العزلة، وسوء الوضع الاقتصادي، وتردي الوضع المادي، جميعها تؤثر سلباً على مرضى كورونا. 


لا تزال العديد من تأثيرات كورونا طويلة المدى غير معروفة، ونظرًا لصعوبة التنبؤ بها لأي فيروس جديد، يبحث العلماء في الآثار التي تظهر في الفيروسات ذات الصلة، مثل الفيروس الذي يسبب متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس).



المصادر:

www.cdc.gov/coronaviru

www.mayoclinic.org/coronavirus

Contact Support