التكنولوجيا والتقنيات الصيدلانية/2

مجالات العمل الواعدة لقطاع الصيدلة المرتبطة بالبرمجيات

بعد أن تم الحديث في المقال السابق عن مجالات العمل المرتبطة بالبرمجيات التي تهدف إلى تنظيم القطاع الصحي وتعزيز فعاليته، فإنه سيتم الحديث في هذا المقال عن تلك الجزئية المتعلقة

بالتكنولوجيا الملموسة والتي تهدف إلى صنع منتجاتٍ أو نتائج ملموسة عبر استخدام التقنيات الحديثة، ومن أهمها ما يأتي:

●         أدوية مطبوعة ثلاثية الأبعاد (3D_Printing):

ظهرت الطباعة ثلاثية الأبعاد في عام 2015 بعد أن كانت مجرد خيالا علميا، إذ فتحت عصرا جديدا في مجال التصنيع الدوائي، طورت شركة Aprecia Pharmaceuticals تقنية

تسمى (ZipDose) ، وباستخدام هذه التقنية تم إنتاج ما يسمى بالسبريتام ( Spritam ) الذي يعالج الصرع.

كان هذا أول دواء مطبوع ثلاثي الأبعاد في العالم معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء، تُمكّن تقنية طباعة الأدوية من وضع طبقات من المواد الفعالة بشكل محكم في جرعة شديدة الدقة

إذ يمكن أن تعبأ 1000 مليجرام من المادة الفعالة في حبة دواء واحدة.

لغاية الآن ما زالت كلية لندن الجامعية تعمل على اختبار طرقٍ لطباعة الأدوية بأشكال ممتعة للأطفال، وبالتالي، يسهل عليهم أخذها، إلا أن الأمر ما زال قيد الدراسة.

●        نمذجة الأعضاء على رقائق (Organs-On-Chips)

نعلم أن اختبار الأدوية على البشر أو الحيوانات ضمن التجارب السريرية عملية طويلة ومكلفة، هذه التقنية جعلت إجراء التجربة السريرية تستغرق وقتًا أقل وتكلفة أقل وحققت نتائج مذهلة، هذه التقنية

عبارة عن محاكاة حاسوبية فردية تستخدم في التطوير أو التقييم التنظيمي لمنتج أو جهاز أو تدخل دوائي. وستمكن هذه التقنية الجديدة الباحثين بمراقبةِ الآليات الحيوية والسلوكيات الفيزيولوجية كما

لم يحدث من قبل، وستكون مفيدةً ومشجعةً للشركات التي تعمل على تطوير أدوية جديدة، إذ أن قدرتها على محاكاة الأعضاء البشرية سيسمح بإجراء اختبارات أكثر دقّة وواقعية على الأدوية.  

●        الواقع الافتراضي والواقع المعزَّز ( (AR&VR

  تعد هاتان التقنيتان اللتان تسميAR-VR  من التقنيات الواعدة التي يمكنها تلبية مجموعة واسعة من احتياجات صناعة الأدوية بفضل قدرتهما على إنشاء عالم افتراضي بتفاصيل

دقيقة، فقد استخدمت منظمة "GSK " أداة AR  لتجربة الصداع النصفي التي ساعدت على فهم ما يعانيه مريض الصداع النصفي.

  يمكن أن تتوسع تقنيات AR-VR   في دراسات التنبؤ لفاعلية الأدوية ويمكن للواقع الافتراضي زيادة كفاءة مراحل ما قبل تطوير الدواء من خلال تمكين العلماء من تصور

التفاعلات بشكل أفضل وبالتالي إعادة تصميم الجزئيات وإعادة هندستها، يمكن أن تساعد AR-VR  أيضًا في قطاع التصنيع لصناعة الأدوية، مثل الصيانة والتوجيه عن بُعد، والتدريب على التعامل مع الماكينات المعقدة.

●        إنترنت الأشياء في التصنيع الدوائي (IoT)

يتمتع إنترنت الأشياء IoT)) بالقدرة على إحداث ثورة في تصنيع المستحضرات الصيدلانية في عمليات تتراوح من اكتشاف الأدوية إلى وصول المريض عن بُعد ومراقبته.

كما توفر هذه التقنية السيطرة على بيئة تصنيع الأدوية والشفافية في بيئة إنتاج الأدوية وتخزينها وذلك من خلال السماح لأجهزة الاستشعار المتعددة بمراقبة المؤشرات البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة والإشعاع والضوء في الوقت الفعلي.

●         علوم الروبوتات (Robotics)

ساهم علم الروبوتات في تكوين علوم تكنولوجية جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا مثل علم البيانات الضخمة "Big Data "، ومثل انترنت الأشياء "Internet of Things "، وقد تم الاستفادة من ذلك في

المجال الصيدلاني، حيث تم تطوير روبوتات مرنة صغيرة تم محاكاتها بشكل يشبه البكتيريا ويمكن استخدامها لتوصيل الأدوية للمناطق التي يصعب الوصول لها في جسم الانسان.

ومن الجدير ذكره أنه يمكن لهذه الروبوتات أن تحدث ثورة في عملية توصيل الدواء من خلال توجيهها لإيصاله في أي منطقة من جسم الإنسان خصوصًا تلك التي يصعب الوصول لها.

المصادر :

●     www.businesswire.com 

●      www.brainstation-23.com/pharmaceutical-industryw

www.forbes.com